لا شك أن الحادث الإرهابي الأخير أدمي قلوبنا جميعا- بحسب تعبير السيد الرئيس- فقد راح ضحيته أكثر من20 مسيحيا, وحوالي79 مصابا, أغلبيتهم مسيحيون وبعضهم مسلمون... فالإرهاب أعمي فعلا, لا يرعي دينا, ولا وطنا, ولا إنسانية.
لكني أود أن أنبه شبابنا المصري كله, وبخاصة الشباب المسيحي, أن الإرهاب عمل محدود, يطال كنيسة أو مجموعة معينة في مكان ما... وينتقل بعدها إلي أماكن أخري محددة, أما الفتنة فهي نار آكلة, إذا سرت في جسد الوطن, أكلت الجميع. لهذا أهيب بشبابنا الطيب, ألا لا تأخذه الانفعالات, ولا أحاسيس الغضب, ولا أن يلجأ إلي العنف اللفظي أو البدني أو المادي, بل أن يضبط انفعالاته بحسب نصوص الكتاب المقدس:
مالك روحه( أي ضابط نفسه) خير ممن يأخذ مدينة( أمثال سليمان الحكيم16:32).
لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله( يعقوب1:2).
لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير( رومية21,12).
أعرف أن غالبية شبابنا المصري علي وعي بضرورة وأد أي محاولة للفتنة الطائفية, ولذلك فهو لا يشارك في أي أعمال احتجاج غير سلمية, ولكن القلة القليلة التي تنجرف وراء هذا الاتجاه الخاطئ, تحتاج أن تعي ما تفعل, فالفتنة حين تطل برأسها, ستسعي كالنار في الهشيم, لا قدر الله.
وإن كان البعض يرفض دائما نظرية المؤامرة, إلا أن هناك مؤامرة حقيقية, معروفة ومدروسة, تحاول بها الصهيونية تفتيت الدول المجاورة, وذلك بأن تستغل مناخات الاحتقان أو الاختلاف بين أبناء البلد الواحد, لتعمق من الشروخ وتصل إلي الفرقة, لتتسيد هي في المنطقة, حين يكون الكل مشغولا بجراحه وآلامه. انظر إلي لبنان, وفلسطين, والعراق, واليمن كمجرد أمثلة.
لهذا أرجو من شبابنا المصري كله, والمسيحي بالذات, أن يعي هذه المخططات, ويعبر بالحب إلي كافة أخوته في الوطن, مسلمين ومسيحيين, ليفوت الفرصة علي الهدف الحقيقي من الضربات الإرهابية.
وليحفظ الرب مصرنا العزيزة من كل ما يراد بها, ويحفظنا جميعا في يده الأمينة, فهو الذي بارك مصر منذ العهد القديم: مبارك شعبي مصر.